قصة *هكذا تزاح الكراسي*
*هكذا تزاح الكراسي*
لم تكن المقاهي منتشرة في مدينة الزرقاء أيام الانتداب البريطاني كما هي في وقتنا الحاضر،
وكان مقهى النصر أشهر المقاهي في المدينة،
والذي لا يبعد كثيرًا عن محطة القطار.
وكان من رواد المقهى شبه الدائمين مجموعة من الشباب مفتولي العضلات،
يقضون معظم أوقاتهم في لعب ورق الشدة،
ولا يقومون بأي عمل إلا بعد موافقة زعيمهم،
ومن صفاته أنه كان طويل القامة،
وممتلئ الجسم،
ذا شوارب معقوفة تكاد ترتبط بشعره الكثيف الطويل،
كما أنه جريء إلى حد التهور.
لا أحد يعلم اسمه الحقيقي،
فالجميع ينادونه (الغربال).
في إحدى الأمسيات،
جاء إلى المقهى أحد الضباط الإنجليز،
وقع نظره على طاولة فارغة بجانب طاولة الغربال.
سحب الضابط أحد الكراسي المتناثرة ليجلس عليه،
ولكن الغربال أزاح الكرسي من تحته بخفة وبحركة سريعة؛
مما جعل الضابط الإنجليزي يسقط على الأرض وقدماه ترتفعان إلى الأعلى.
تعالت الضحكات والقهقهات في جوانب المقهى.
نهض الضابط من فوق الأرض،
ونفض الغبار عن ملابسه وشارك زبائن المقهى ضحكاتهم وكأن شيئًا لم يكن.
اقترب الضابط من الغربال ومد يده له مصافحًا،
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹