قصة مدينة النحاس وسيدنا سليمان كاملة
وهناك وجدوا أشجارا كثيرة وبحيرة عظيمة وكان مما جاء في الكتاب
الذي أرسله موسى بن نصير إلى عبدالملك بن مروان بعد انتهاء للرحلة
ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده
قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطئ البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاضوا في البحيرة فأخرجوا منها حبا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر
فطار في الهواء وهو يقول يا نبي الله لا أعود ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضج أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلم له جنوده!
فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم قال الزهريخبلوا يا أمير المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنا قد وكلوا بها قال فمن أولئك الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون قال أولئك الجن الذين حبسهم سليمان بن داود عليه السلام في البحار.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹