قصة مدينة النحاس وسيدنا سليمان كاملة
فلما صعد وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه وألقى نفسه وكل من في المعسكر يصيحون له ويقولون لا تفعل فلم يلتفت إليهم وذهب فسمعوا أيضا أصواتا عظيمة ثلاثة أيام ولياليها
ثم سكنت فقال موسى بن نصير أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين وقال من صعد أعطيته ديتين فانتدب رجل من الشجعان وقال أنا أصعد فشدوا في وسطي حبلا قويا وأمسكوا طرفه معكم حتى إذا أردت أن ألقي نفسي إلى المدينة فامنعوني ففعلوا ذلك وصعد الرجل فلما أشرف على المدينة ضحك وألقى نفسه فجروه بذلك الحبل
والرجل يجر من داخل مدينة النحاس حتى انقطع جسد الرجل نصفين ووقع نصفه من محزمه مع فخذيه وساقيه وذهب نصفه الآخر إلى داخل مدينة النحاس وكثر الصياح والضجيج في مدينة النحاس. فحينئذ يأس الأمير موسى من أن يعلم شيئا من خبر المدينة من الداخل وقال ربما يكون في مدينة النحاس جن يأخذوا كل من طلع على المدينة. وأمر جنوده بالرحيل وسار خلف المدينة راجعا.
عند رجوعه رأى ألواحا من الرخام الأبيض كل لوح مقدار عشرين ذراعا فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة ووصايا ومواعظ وذكرت كذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته.
وكان معه من العلماء من يقرأ كل لغة فنسخوا ما على تلك الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس فذهبوا إليها فوجدوا الصورة على شكل رجل في يده لوح من نحاس وفي اللوح مكتوب ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا فقال الأمير موسى بن نصير هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار والنبات والماء فكيف يهلك الناس فيها وأمر جماعة من جيشه
فدخلوا تلك الأرض فوثب عليهم من تلك الأرض من بين الأشجار نمل عظام كالسباع الضارية فقطعوا أولئك الرجال وخيولهم وأقبلوا نحو العسكر مثل السحاب كثرة حتى وصلوا إلى تلك الصورة فوقفوا عندها ولم يتعدوها. تعجبوا من ذلك وانصرفوا حتى وصلوا الى الناحية الشرق.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹