لماذا رفض سيدنا أدم الموت وماذا فعل معه ملك الموت قصة تبكي القلوب 💔
وإذ قد فرغنا من ذكر آدم وعدوه إبليس ، وذكر أخبارهما ، وما صنع الله بعدوه إبليس حين تجبر ، وتكبر من تعجيل العقوبة ، وطغى وبغى ، من الطرد ، والإبعاد ، والنظرة إلى يوم [ ص: 49 ] الدين ، وما صنع بآدم إذ أخطأ ونسي من تعجيل العقوبة له ، ثم تغمده إياه بالرحمة إذ تاب من زلته – فأرجع إلى ذكر قابيل وشيث ابني آدم وأولادهما ، إن شاء الله .
قد ذكرنا بعض أمره وأنه كان وصي آدم في مخلفيه بعد مضيه لسبيله . وما أنزل الله عليه من الصحف .
وقيل : إنه لم يزل مقيما بمكة يحج ويعتمر إلى أن مات ، وإنه كان جمع ما أنزل عليه وعلى أبيه آدم من الصحف وعمل بما فيها ، وإنه بنى الكعبة بالحجارة والطين .
وأما السلف من علمائنا فإنهم قالوا : لم تزل القبة التي جعل الله لآدم مكان البيت إلى أيام الطوفان فرفعها الله حين أرسل الطوفان . وقيل : إن شيثا لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش ومات فدفن مع أبويه بغار أبي قبيس ، وكان مولده لمضي مائتي سنة وخمس وثلاثين سنة من عمر آدم ، وقيل غير ذلك ، وقد تقدم ، وكانت وفاته وقد أتت عليه تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة . وقام أنوش بن شيث بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير من تحت يديه من رعيته مقام أبيه لا يوقف منه تغيير ، ولا تبديل ، فكان جميع عمر أنوش تسعمائة وخمس سنين ، وكان مولده بعد أن أمضى من عمر أبيه شيث ستمائة سنة وخمس سنين ، وهذا قول أهل التوراة .
وقال ابن عباس : ولد لشيث أنوش وولد معه نفر كثير ، وإليه أوصى شيث ، ثم ولد لأنوش بن شيث ابنه قينان من أخته نعمة بنت شيث بعد مضي تسعين سنة من عمر [ص 51 ] أنوش ، وولد معه نفر كثير ، وإليه الوصية ، وولد قينان مهلائيل ، ونفرا كثيرا معه ، وإليه الوصية ، وولد مهلائيل يرد ، وهو اليارد . ونفرا معه ، وإليه الوصية ، فولد يرد حنوخ ، وهو إدريس النبي ، ونفرا معه ، وإليه الوصية ، وولد حنوخ متوشلخ ونفرا معه ، وإليه الوصية .
وأما التوراة ففيها أن مهلائيل ولد بعد أن مضى من عمر آدم – عليه السلام – ثلاثمائة وخمس وتسعون سنة ، ومن عمر قينان سبعون ، وولد يرد لمهلائيل بعدما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة ، فكان على منهاج أبيه ، غير أن الأحداث بدأت في زمانه .
ذكر أن قابيل لما قتل هابيل وهرب من أبيه آدم إلى اليمن أتاه إبليس ، فقال له : إن هابيل إنما قبل قربانه وأكلته النار لأنه كان يخدم النار ويعبدها ، فانصب أنت نارا تكون لك ولعقبك . فبنى بيت نار ، فهو أول من نصب نارا وعبدها .
وقال ابن إسحاق : إن قينا ، وهو قابيل ، نكح أخته أشوث بنت آدم فولدت له رجلا وامرأة : حنوخ بن قين وعذب بنت قين ، فنكح حنوخ أخته عذب فولدت ثلاثة بنين وامرأة : غيرد ومحويل ، وأنوشيل ، وموليث ابنة حنوخ ، فنكح أنوشيل بن حنوخ أخته موليث ، وولدت له رجلا اسمه لامك ، فنكح لامك امرأتين اسم إحداهما عدى والأخرى صلى ، فولدت عدى تولين بن لامك ، فكان أول من سكن القباب واقتنى المال ، وتوبلين فكان أول من ضرب بالونج والصنج ، وولدت رجلا اسمه توبلقين ، وكان أول من عمل النحاس ، والحديد ، وكان أولادهم فراعنة وجبابرة ، وكانوا قد أعطوا بسطة في الخلق .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇