حكاية هارون الرّشيد وابنة ملك الجنّ
فخرج في حرسه مع الوزير حتى وصلا إلى الدكان ومن بعيد شاهدا حنان والفتى جالسين وهما يضحكان، وقد بدت عليهما السّعادة . فغضب الوزير وأمسك إبنته من أذنها ،وقال :ألم يكفك كلّ ما عندك في القصر من خير ونعمة ،لتبحثي عن صانع خباز !!! ثم إلتفت إلى الملك ،وقالّ لا بد من عقاب هذا الولد اللعين . لكنّ الملك تذكّر هذا الدّكان ،وقال :سبحان الله ،بعد كم من سنة ها أنا أرجع إلى هذا المكان ،هل هي مصادفة يا ترى ؟ إقترب الولد من الملك ،وقال له : يا مولاي أنا من أغريت حنان بالخروج ،ولا ذنب لها فيما حصل . ثم خلع قميصه ،وقال : مر رجالك بجلدي، فأنا أستحقّ العقاب !!!
ولمّا رفع أحد الحرس سوطه، صاح هارون الرشيد: توقّف !!!
ثم طلب من الفتى أن يقترب، وقال له: أصدقني القول ،من أين حصلت على القلادة التي في عنقك ؟ أجاب الولد : إنّها لأبي أعطاها لأمّي ليلة عرسها ،ولقد خرجت أبحث عنه ،وقادتني قدماي إلى دكّان الخباز ،وباقي الحكاية تعرفونها !!! حضن الملك الولد، وقبّل رأسه ،وقال له : أنا أبوك ،والله لم أحزن قط أكثر من حزني على فراق أمّك ،و أنا لم أراها منذ أربعة عشر عاما ،وفي هذا الدّكان وجدنا ذلك المغني الذي حملني إليها ،وبعد ذلك إختفى ،ولم نعثر له عل أثر .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇