قصة صالح عليه السلام
اشتدت سخرية القوم من نبي الله صالح والذين آمنوا معه، واجتمعوا يوماً في ناديهم، فجاءهم صالح يدعوهم ويذكرهم ويحذرهم ويوعظهم، لكنهم استمروا في السخرية، وقالوا له: إن كنت صادقاً فأخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء طويلة، فقال صالح: أرأيتم إن فعلت ذلك، أتؤمنون؟ قالوا: نعم. فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.
قام صالح فصلى ودعا الله أن يجيبهم إلى ما طلبوا، فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء كما وصفوا.
رأى القوم أمراً عظيماً، ومنظراً هائلاً، وقدرة باهرة، ودليلاً قاطعاً، وبرهاناً ساطعاً، فآمن أحد رؤساء القوم ومعه بعض القوم، لكن أكثرهم استمروا على كفرهم وضلالهم وعنادهم.
قال صالح لقومه:
هذه ناقة الله، آية ودليل على صدق ما دعوتكم به، وهي ناقة تأكل كيفما شاءت من أرض الله، ولها يوم تشرب فيه ماء البئر، ويوم آخر تتركه لكم لتشربوا فيه، ولا يمس أحدكم هذه الناقة بأي سوء فيأخذكم عذاب أليم، وهذا ابتلاء من الله لكم ليختبركم أيكم يؤمن به وأيكم يكفر؟
وكان أمر الناقة عجيباً، حيث كانت تعيش بينهم، ترعى من حيث شاءت، وترد الماء يوماً بعد يوم، وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك، فكان القوم يؤجلون حاجتهم من الماء في يومهم التالي خشية الاقتراب من الناقة فتؤذيهم.
فلما طال عليهم هذا الحال اجتمع أمرهم واتفق رأيهم على أن يعقروا هذه الناقة، ليستريحوا منها ويتوفر عليهم ماؤهم، وزين لهم الشّيطان أعمالهم، وتولى قتل الناقة رئيس القوم، واستعان بتسعة شباب من أفسد شباب القوم الذين تولوا إقناع بقية القوم بضرورة قتل الناقة، وتزيين هذا الأمر بين الناس فاستجاب لهم آخرون.
قال صالح:
يا قوم، لم تستعجلون السيئة قبل الحسنة؟ أنتم تثيرون فتنة وسط الناس، أليس من الأولى أن تستغفروا الله لعلكم ترحمون؟
قالوا: يا صالح لم نعد نريد رؤيتك، نتشاءم كلما رأيناك.
عقر الناقة:
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇