close
معلومات دينية

ما هو الفلق الذى حذر الله تعالى النبي من شره

لأنَّه سبحانه هو القادر على دفع شروره عن الإنسان. والإنسان في الغالب يكون في ظلام الليل نائماً غير مُستعدٍّ للدفاع عن نفسه، وفي أشدِّ الحاجة إلى أن يحميه الله تعالى ويُعيذه من الشر، وقديماً كانت بعض الفِرَق تدين بأنَّ الظلام هو إله الشر. «وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ» النَّفْثُ في العُقَد: النفخ الخفيف فيها أو مع شيء من الريق، والنفاثات صفة للنفوس، سواء أكانت من الرجال أو النساء، أي: ومن شرِّ النفوس التي تنفث في العقد لتفكَّ روابط الناس. والله سبحانه أرشد المسلم إلى أن يَستعيذ به من شر من ينفثون فيما بين الناس من روابط ليقطعوها، وهذان فريقان: أحدهما: المشتغلون بالسحر والشعوذة والدجل، فهؤلاء السحرة المشعوذون الدجالون أكثر جهودهم تتجه إلى الضرر والأذى، فيتوسَّلون بوسائلهم الخفيَّة على التفريق بين المرء وزوجه، وإلى التأثير في أعصاب بعض الناس، وإلى المنع من الخير: «وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ» (البقرة:102)،
وشرورهم خفيَّة، ووسائلها خفيَّة، فما أحوج الإنسان إلى أن يعيذه الله تعالى منها ويكفيه شرهم. وثانيهما: النمَّامون المشَّاءون بين الناس بافتراء الأقاويل، ونقل الأباطيل، لتغيير القلوب، وقطع الروابط، وتحويل الصديقين إلى عدوين، وأولي الأرحام أخصاماً. والنمَّام يذكر عنك لصاحبك في غفلتك ما لا علم لك به،
ويذكر لصاحبه عنك كذلك ويموه ويروج بوسائل تشبه الشعوذة فما أحوج الإنسان الى أن يعيذه الله تعالى من شره. ومن هنا يتبين أنَّ النميمة والسحر كل منهما يؤدي إلى قطع الروابط، وإيقاع الأذى والشرر بوسائل خفيَّة، وكل منهما يستخدم فيه التمويه والدجل، وكل يحاول حلَّ عُقْدة المحبَّة بين الناس، ولهذا عبَّر الله تعالى عن نفوسهم بأنها نفوس نفاثات في العقد. والعقدة إذا كانت محكماً عقدها وأريد حلها ينفخ فيها النفخ الخفيف مع شيء من الريق لتلين ويسهل حلُّها، فالله سبحانه كنَّى عن السحرة والنمَّامين بأنَّهم نفَّاثون في العقد لحلها وفكها، والسحرة يفعلون ذلك غالباً للإيهام والتأثير، والنمَّامون على التشبيه بهم.

اذا انتهيت من القراءة صلي على النبي 😍❤

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!