ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال : كان لي على أمير من الأمراء مال كثير فماطلني ومنعني حقي
فحين عاينه الأمير قام إليه وأكرمه واحترمه ، وبادر إلى قضاء حقي الذي عليه فأعطانيه كاملاً من غير أن يكون منه إلى الأمير كبير أمر !
غير أنه قال له : ادفع إلى هذا الرجل حقه ( و إلا أذّنت ) !!
فتغير لون الأمير ، ودفع إليَّ حقي .
قال التاجر: فعجبت من ذلك الخياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف أنطاع ذلك الأمير له ؟!!
ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال ، فلم يقبل مني شيئاً ، وقال: لو أردت هذا لكان لي من الأموال ما لا يحصى .
فسألته عن خبره ؟ وذكرت له تعجبي منه ، وألححت عليه ؟!!
فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة وهو شاب حسن ، فمرّ به ذات يوم امرأة حسناء قد خرجت من الحمام ، وعليها ثياب مترفة ذات قيمة ، فقام إليها وهو سكران ،
فتعلّق بها ياريدها على نفسها ليدخلها منزله ، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها : يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج ، وهذا الرجل يرايدني على نفسي ويدخلني منزله ، وقد حلف زوجي بالطلاق أن لا أبيت في غير منزله ، ومتى بت ها هنا طُلّقت منه ، ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع !
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹