هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله ؟
ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفا من مات في شهر رمضان ، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين ، قال في فتح المجيد :
( قوله وعلى ربهم يتوكلون ، ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال والخصال ، وهو التوكل على الله ، وصدق الالتجاء إليه ، والاعتماد بالقلب عليه ، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف : من المحبة والرجاء والخوف ، والرضا بالله ربا وإلها ، الرضا بقضائه . ) [ ص 74 ] .
وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : (َ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه الإمام أحمد 22813 , من حديث حذيفة ، رضي الله عنه ، وقال الألباني في أحكام الجنائز : إسناده صحيح .
ومما ينبغي الاهتمام به ، أن الحديث السابق ، قد دل على أن علو مقام هؤلاء السبعين ألفا ، جعلنا الله وإياكم منهم ، في العمل الصالح ، هو الذي أنزلهم تلك المنزلة عند الله تعالى ؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، رحمه الله ، بعد ما ذكر هذا الحديث في كتاب التوحيد : ( فيه .. عمق علم السلف ، لمعرفتهم أنهم لن ينالوا ذلك إلا بعمل ) ،
وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين ؛ ولا يشمل كل من مات في رمضان .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹