close
معلومات دينية

قال النبي ﷺ شيبتني هود وأخواتها .. فما هى أخوات هود التى شيبت النبي ﷺ؟..

والسبب في ذلك هو ما ورد في سورة هود والسور المذكورة معها من أخبار الساعة وأهوالها إضافة إلى العذاب الذي صب على الأمم الماضية المكذبة للرسل.

قال المناوي في فيض القدير: شيبتني هود أي سورة هود، وأخواتها أي وما أشبهها مما فيه من أهوال القيامة وشدائدها وأحوال الأنبياء وما جرى لهم. اهـ.

وقال في موضع آخر: أي وما أشبهها منه مما اشتمل على الوعيد الهائل والهول الطائل الذي يفطر الأكباد ويذيب الأجساد. قال تعالى: يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً {المزمل: 17}

وقال في موضع آخر: يعني أن اهتمامي بما فيها من أحوال يوم القيامة والحوادث النازلة بالأمم الماضية أخذ مني مأخذه حتى شبت قبل أوان الشيب. اهـ.

وقيل إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم من سورة هود هو قوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. ذكر ذلك القرطبي في تفسيره. وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه.

وروى عن ابن علي السري أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله: روي عنك أنك قلت: شيبتني هود؟ قال: نعم، فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ فقال: لا، ولكن قوله: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. انتهى من تفسير القرطبي.

ولا مانع من أن يكون ذلك كله هو الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم

والله أعلم.

هذا الحديث روي بأسانيد كثيرة ، وعلى أوجه مختلفة ، مدار هذه الأوجه كلها على أبي

إسحاق السبيعي الراوي الثقة المشهور ، ولكن الوجه الذي رجحه أهل العلم من المحدثين النقاد هو الوجه الآتي :

عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عكرمة ، عن أبي بكر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا السند منقطع ما بين عكرمة وأبي بكر رضي الله عنه ، فيكون الحديث ضعيفا .

ودليل كون هذا الوجه هو سند الحديث الذي روي به ، وأن ما عداه من الأوجه إنما هي أخطاء من الرواة : أن هذا الوجه رواه عن أبي إسحاق السبيعي ثلاثة من الثقات الحفاظ ، وهم :

1- أبو الأحوص سلام بن سليم : كما في سنن سعيد بن منصور (5/370)، ومصنف عبد الرزاق (6/151)

2- زهير بن معاوية : كما في ” العلل ” للدارقطني (1/204)

3- إسرائيل بن يونس : وإن كان قد اختلف عليه أيضا ، لكن أكثر أصحابه يروون عن إسرائيل حديث أبي إسحاق على هذا الوجه ، ومنهم صاحبه عبد الله بن رجاء ، وهو من المقدمين في إسرائيل ، ولذلك رجح الإمام الدارقطني هذا الوجه عنه ، كما في ” العلل ” (1/203) فقال : ” لم يذكر فيه ابن عباس ، وهو الصواب عن إسرائيل ” انتهى.

وأما الأوجه الأخرى التي رويت عن أبي إسحاق السبيعي ، فهي :

إما يرويها بعض الضعفاء أو المتروكين عنه فلا تقبل .

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!