تقول_إحداهن : كنت في طريق عودتي من الدراسة برفقة صديقتي، فباشرت الأمطار تهطل علينا فجأة..

ازعجتني اسئلة أمي حينها حتى أوقفتها، فقد كان واضحا عليها التردد والخوف وهي تجيبها، والمزعج أكثر هو حال صديقتي التي يبدو أنها بعيدة عن والدتها بسبب مشاكل مع والدها وربما طلاقهما، ومع هذا لم تخبرني عنها، لعلها هي الأخرى شعرت بالخجل أيضا من شقوق بيتها، فاختارت التستر عليها خوفا من سخرية الغير أو اشفاقهم عليها، فظلت تختصر الأجوبة تارة وتارة تتهرب منها.
حينها أدركت أن بيتنا ليس البيت الوحيد المشقوق كما كنت أظن، كل البيوت مشقوقة، كلها تقطر بالماء..
إما من سقفها أو على وسائدها، وأن كل شخص له طريقته في التستر عليها واختيار الوقت والأشخاص المناسبين للبوح بها، وبما انها اختارت الصمت لعل المياه تعود لمجاريها احترمت قرارها، ولم اسألها عنها، حتى هي الأخرى لم تسألني عن شقوق بيتنا ولم تلمح لي عليها.
واكثر من ذلك، جعلتني مع الأيام أحبُ بيتنا ولا أرى فيه عيبا، ففرحتها بزيارتنا ذلك اليوم وحبها لخبز أمي الذي فتح شهيتها، وأسكت جوعها وغمر قلبها بالدفء العائلي الذي كان ينقصها، جعلني أتغير كثيرا، فباشرت دعوتها لبيتنا كلما فاجأنا المطر، وعندما تزهر أزهار حديقتنا الصغيرة التي أحبتها، وحتى عندما تعد أمي خبزا شهيا نطيب به خاطرها..
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹