قصص وعبر
قصة من التراث العربي في العصر العباسي
قلت: نعم.
قال: أين أجده؟
قلت: هو أنا، خذ بثأرِ أبيك.
فقال لي مازحاً: لعل السفر أثر فيك وكرهت الحياة.
فقلت له: والله أنا قتلته يوم كذا وكذا وبسببِ كذا وكذا، وعندما علِمَ صدق حديثي احمرّت عيناه واصفرّ وجهه وسكت قليلاً ثم قال: أما أبي فسيلقاك يوم القيامة يحاكمك عند من لا تخفى عليه خافية وأما أنا فلن أغيِّر عهدي إذ أجَرتُكَ عندي، فاذهب عني فإني لا آمن من نفسي عليك بعد اليوم.
وعند خروجي أعطاني صرّة فيها ألف دينارٍ وقال: خذ هذه واستعِن بها على قضاء حوائجك، فكرهت أن آخذها منه وخرجت من عنده وهو أكرم رجلٍ قد رأيته يا أمير المؤمنين.
المصدر: تاريخ مدينة دمشق – الحافظ بن عساكر