عزم قوم من أهل الثراء في بلاد الشام على الحج قصة حقيقية معبرة
لما آذنوا بالرحيل جعل الصرة بين متاعه وحملها على جمله وأحكم إخفاءها وخبرها وسار القوم وصاحبنا لا يشعر بمشقة السفر ولا بالضيق من بعد الطريق والأماني تحوم حول رأسه والخۏف الشديد يحاصره شفقة على المال من الزوال.
عندما وصلوا منطقة قرب تبوك نزلوا ليرتاحوا ونزل صاحبنا وبدأ عمله المعتاد في الخدمة والطبخ وفجأة
شرد جمل الخادم بما حمل فتسارع القوم لرده وكان أشدهم في ذلك صاحبه ولكن الجمل فات على الجميع ولم يدركه أحد فعاد الناس بالخيبة وتأثر الخادم حتى بلغ الأمر حد البكاء الذي لا يليق بثبات الرجال.
لما رأى أصحابه منه هذا الجزع طمأنوه ووعدوا أن يضمنوا جمله ويعوضوه خيرا منه وخيرا مما عليه لكنه أبدى لهم بأن عليه أشياء لا يمكنه الاستغناء عنها وهدايا وتحفا اشتراها من مكة والمدينة لأهله وهذا سبب حزنه لكن القوم لم يلتفتوا لما أصابه وطلبوا
الرحيل لمواصلة المسير و
والتعجل إلى الأهل
ورضخ مكرها لطلبهم وسار معهم حتى وصل بلده مغموما من ذهاب الذهب وفقدان الأمل.
في العام الذي يليه رغب آخرون من الأثرياء الحج وسألوا عمن يرافقهم ويقوم بخدمتهم فأوصاهم الأولون بصاحبنا ومدحوه لهم وأثنوا على عمله خيرا وفي طريقهم للحج نزلوا منزلا قريبا من المنزل الذي فقد فيه صاحبنا جمله.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹