close
قصص وعبر

قصة سلمان الفارسي

وتقول قصة سلمان الفارسي إنَّه بعد موت أسقف الكنيسة جاؤوا برجل مكانه، فلازمته فكان رجلًا عظيمًا، شديد الاجتهاد زاهدًا في الدنيا فأحببته وبقيت معه حتَّى أتاه الموت، فقلت له: “يا فلان، قد حضرك ما ترى منْ أمر الله، وإني واللهِ ما أحببتُ شيئًا قط حبك، فماذا تأمرني؟ وإلى مَن توصيني؟ فقال لي: أي بُنَي، والله ما أعلمه إلا رجلاً بالموصل فأتِه، فإنك ستجده على مثل حالي”، فرحل سلمان إلى الموصل وسأل عن الرجل ولازمه فرأى منه ما رأى من الصدق والزهد والورع، فبقي معه حتَّى حضره الموت، فقال سلمان له: “إن فلانًا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمرِ الله ما ترى، فإلى مَن توصيني؟” فقال له الموصلي: “والله ما أعلمه أي بني، إلا رجلاً بنَصيبينَ، وهو على مثل ما نحن عليه، فالحَقْ به”، فرحل حيث أمره وقابل الرجل وأقام معه حتَّى جاءه الموت، فقال سلمان له: ” يا فلان، إنَّه قد حضرك من أمرِ الله ما ترى، وقد كان فلان أوصى بي إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إليك”، فقال له الرجل الذي من نصيبين: “أي بني، والله ما أعلم أحدًا على مثل ما نحن عليه إلا رجلاً بعمورية من أرض الروم، فأتِه، فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه”، فرحل سلمان إلى عمورية فأقام مع الرجل الذي دُلَّ عليه، فلمَّا حضره الموت، قال سلمان له: “يا فلان إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان، وفلان إلى فلان، وفلان إليك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى فإلى مَن توصيني؟”، فقال الرجل: “أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه، آمرُك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نَبِيٍّ يبعث من الحرم، مهاجرُه بين حرَّتينِ إلى أرض سَبِخة ذات نخيلٍ، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلصَ إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلك زمانه”.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!