قصّة ” الوحش” محمد بكرية.
ولأنّ العمّ أبو سليمان أصابَ في كلّ رؤاه سابقًا، بدأ هاجس الوحش يعشّشُ في وجدان كلّ شخص في القرية، حتى تغيّر سلوكُهم اليومي بسرعة خوفًا من الوحش. وبدون تنسيقٍ مسبق، خرجتْ مجموعةٌ من الرجال إلى حدود القرية الجنوبية ومجموعةٌ أخرى إلى حدودها الشمالية
ثمّ الشرقيّة والغربيّه يحملون فؤوسَهم وأدواتٍ مختلفة استعدادًا لملاقاة الوحش الغريب ، مجهول الشكل والهيئة الذي سيصلُ ليلتهم الجميع.
ركضتُ خلفهم وهكذا انضمّ العشرات إليّ دون أن نعلمَ إلى أين نحنُ ذاهبون، متيقنين أنّنا نقومُ بواجبٍ جبّار دفاعا عن البلدة وأهلِها.
صاح شيخُ القرية ” الشيخ عطالله” من على منبرِ المسجد:
يأمرُ الجميع بأنْ يتزوّدوا بكلّ ما يملكون من أدوات، فؤوس، معاول،عصيّ وس@لاح لمن يملكُه.
دبَّ نشاطٌ متوتّر في أزقة القرية، الشباب ينادون بعضهم بعضًا
يساعدون النساء في نقلِ الأطفال إلى كنيسة اللاتين بأمرٍ من أبونا “الخوري جريس”.
شبانٌ اخرون يحملون على أكتافهم أكياسَ الحنطة ليحفظوها في المسجد..
أمٌ تنادي أبناءها، والدٌ يستنهض جيرانه،
عجائزُ تتنقّل بين الأزقة لمتابعة هذا التحرّك الغريب .
قد هاجَتْ قريتُنا الصغيرة، هبّ أبناؤها عن بِكرة أبيهم ، فالوحشُ قد يصلُ في أيّ وقت ويباغت الجميع.
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 🌹