العقاب_المتكلم (قصة قصيرة
وبالفعل نصبوا للحكيم كمينا واسقوه ماء مسموما ألقي على الفور صريعا وحاولوا بعدها على الفور إمساك العقاب بالشباك والسهام التي تعيق تحركاته حتى لايحاول الفرار والتحليق عاليا… لكن العقاب ما إن رأى صاحبه ودرب حياته كلها ممرغ على الارض لا حراك له. جن جنونه واصبح يصدر صوتا مدويا من منقاره كاد به ان يطيش مسامع من حوله. فتركوا وألقوا أرضا كل وسيلة ارادوا بها إمساك الطائر وسدوا اذانهم بكلتا اياديهم. وفي دقائق معدودات كانت السماء مليئة بالنسور والصقور المختلفة اشكالها ترمي من فم منقارها عقارب سوداء سامة تحذفها على سكان المدينة الذين قاموا بقتل الحكيم من بعد تقديمه لهم العلاج الشافي لهم.. لم يمضي وقت طويل حتى ابيد كل سكان القرية تحت فوضى من صراخهم و تحت ايضا وطأة الهلع والفرار من لسعة الموت. ولكن لعنة الموت اصابتهم اخيرا بسبب فعلتهم الشنيعة التي لاتغتفر بقتل الحكيم الطيب.
حزن العقاب حزنا شديدا على فراق صاحبه وحمل الحكيم بمنقاره وأخذه ليدفنه تحت جبل شامخ كان ذاك الجبل هو اول مكان رآه به عند خروجه من البيضة للحياة..
وتقول الاسطورة ان العقاب ظل على منهاج الحكيم بوحيه له عن العلاج الشافي في منامه. وفي اليوم التالي يجول في الارض يساعد القرى بإمدادهم الاعشاب تلك التي راها بالمنام سابقا للمرضى وذلك بتركها على راس المريض ليلا دون ان يراه احد ثم يعود بعدها محلقا إلى مكانه المعهود. مستقرا على نفس رأس الجبل المدفون باسفله صاحبه الحكيم..
و بعد قضاء قرون لم يعد يذكر له حسا لذاك العقاب الغريب.