ماهو الانسان الزوهري الذي يخافه الجن ؟؟
بالنسبة إلى هشام فمميزاته الخلقية أثرت في حياته بشكل كبير، لأنه لم يعش طفولته كبقية الأطفال وكانت والدته ترافقه إلى المدرسة، يحكي “لم ترتح والدتي إلا بعدما نجحت في الثانوية وأرسلتني إلى فرنسا لأتابع دراستي الجامعية، لقد كانت مهمة صعبة بالنسبة إليها، وأتمنى أن تحمي العائلات المغربية والجزائرية أطفالها لكي لا يتم استغلالهم من طرف هؤلاء المحتالين”.
قربان من أجل الإنجاب
في الجزائر أثارت قضية قتل الطفل درياح أحمد ياسين جدلاً واسعاً وبحسب صحيفة الشروق الجزائرية “اعترف المتهمون أن الطفل تم اختياره بعدما خططوا للعمل الشنيع بداعي الشعوذة منذ أشهر من تفحصهم لأيادي أطفال القرية خلال احتفالات يوم عاشوراء”.
وتضيف الصحيفة “بعدما اكتشفوا أن أحمد ياسين طفل زوهري وهو النوع المبحوث عنه، بحسب زعمهم، مارسوا طقوس السحر والشعوذة المطلوبة من طرف أحد المشعوذين بهدف تسهيل عملية الإنجاب لإحدى المشاركات في الجريمة”.
في 21 سبتمبر (أيلول) 2016 عثرت أجهزة الأمن في تيسمسيلت بالجزائر على حماني ياسين البالغ من العمر تسع سنوات بعد 36 ساعة من اختطافه في منطقة معزولة ببلدة سيدي عابد في حال حرجة، وقد أصيب بطعنات عدة في أجزاء عدة من جسده ما تسبب له بنزيف.
وبحسب وسائل الإعلام الجزائرية “كان الطفل يعيش مع جده في تيسمسيلت وخطف لتنظيم طقوس تهدف إلى اكتشاف كنز في منطقة سيدي عابد حيث يعيش والداه”.
“يبحث السحرة عن الأطفال الزوهريين بشكل منهجي ويقدمون مقابل الحصول عليهم مبلغاً مالياً يتراوح بين 100 يورو إلى 45000 يورو،” بحسب صحيفة “المغرب أوبزيرفاتور” الكندية.
وفي المغرب أثار اختفاء الطفلة نعيمة بزاكورة جدلاً واسعاً، وبعد رحلة بحث دامت 40 يوماً عثر على عظامها وملابسها مدفونة على بعد كيلومترات من دوار تفركالت بمدينة زاكورة جنوب البلاد حيث تعيش عائلتها.
وكشفت السلطات عن أن “المشتبه فيه له سوابق قضائية في التنقيب عن الكنوز وتم اعتقاله في ضواحي مدينة خنيفرة”.
وتعد التضحية بالأطفال وتقديمهم قرابين ظاهرة منتشرة في عدد من المجتمعات الأفريقية، ففي أوغندا قتل 15 طفلاً و14 بالغاً في عمليات قتل طقوسية عام 2009 وفقاً للشرطة الأوغندية، وبحسب أرقام غير رسمية اعتقل 154 مشتبهاً فيهم خلال عام، ولوحق 50 شخصاً بسبب هذا النوع من القتل الطقسي، ووفق تقرير لوزارة الخارجية الأميركية فإن الأطفال هم المستهدفون بشكل خاص بهذه الأنواع من الجرائم، كما يتم قطع لسانهم واستخدامهم قرابين.
في ورقة بحثية لعالمة الاجتماع بوكولوكي بول حول “التضحية بالطفل أسطورة أم حقيقة” في المجتمعات الأفريقية، تشير إلى أن “قتل الأطفال وتشويههم يكونان بهدف الإتجار بأعضائهم وممارسة الطقوس التقليدية، مثل السحر والتطهير والحماية من الأرواح لشفاء العقم وزيادة الثروة وتقوية القدرات الجنسية”.
وبحسب الباحثة فإن التضحية بالأطفال ظاهرة موجودة في الشعوب الأفريقية قبل ظهور الكتابة، موضحة أن “التضحية قائمة على تقديم حياة فرد مقابل كسب معروف من إله”.
ويتداول المغاربة والجزائريون بسبب التقارب الجغرافي جيلاً بعد جيل “أسطورة الطفل الزوهري” وبحسب بوكولوكي بول فإن طقوس تقديم هؤلاء الأطفال قرابين تتغير من مرحلة تاريخية إلى أخرى وفق السياق المجتمعي.