close
قصص وعبر

قصة الاميرة النائمة….

قرّر الملك أن يجمع كل آلات الغزل ويحرقها لئلا تصاب ابنته الوحيدة في إصبعها فيحدث ما تمنّت الجنية، وفي يوم من الأيام وعندما بلغت الأميرة الخامسة عشرة من عمرها كانت تتجول في أنحاء المدينة بعيداً عن أعين والديها، فرأت برجاً عالياً وشدّها الفضول لتصعد وترى ما فيه، وعندما وصلت إلى قمّته شاهدت امرأة عجوزاً تغزل الصوف على آلة لم تشاهدها من قبل، فألقت عليها التحية وطلبت منها أن تعرّفها على هذه الآلة وأن تسمح لها بتجربتها، وافقت الجنيّة التي تنكّرت على شكل عجوز والتي كانت قد أخفت المغزل في انتظار هذه اللحظة، وما أن حاولت الأميرة تجربة الآلة حتى وخزت إصبعها ووقعت مغشياً عليها لتغطَّ في نوم عميق، علم الملك والملكة بما جرى فبكوا طويلاً إلّا أنه لم يكن أمامهم خيار إلّا أن يتركوا هذه الأميرة لترقد بسلام على سرير مزخرف بالذهب مئة عام، فيما اقترحت الجنيّة الطيبة على الملك أن تضرب بعصاتها فيغط الملك والملكة وجميع من في القصر في نوم عميق أيضاً؛ حتى لا تفزع الأميرة عند استيقاظها ووجودها وحيدة. وافق الملك والملكة على ما قالته الجنيّة فليس أمامهما خيار آخر، وما هي إلا دقائق قليلة حتى أشارت الجنية بعصاتها وغطَّ الجميع في سبات عميق، فيما أشارت بها مرة أخرى فأنبتت داخل القصر وحوله شجيرات عظيمة ومخيفة؛ حتى تقوم بحمايته أثناء هذه المدّة، مرّت الأيام وكان هناك أمير من مملكة أخرى قد اعتاد على الابتعاد عن مملكته للصيد، وفي مرة من المرّات شاهد الأمير هذا القصر فأثار فضوله وقرّر الدخول إليه، بل واشتدّ إصراره على الدخول أكثر عندما أخبره مستشاره قصة الأميرة الموجودة داخل هذا القصر، وبالفعل أمسك الأمير سيفه وبدأ بقطع الأشجار المتسلقة حوله وبداخله رغم صعوبة ذلك، حتى وصل داخل القصر ورأى ما توقفت عليه الحياة فيه من مشاهد، فرأى الحرّاس يقفون على الأبواب كألواح خشبية، ورأى الخدم يُعدّون الطعام في المطبخ وقد تجمدوا على هذه الحال، استمر الأمير بالسير حتى وصل الأميرة النائمة منذ اعوام عديدة، فركع على ركبتيه ومسح على شعرها فاستيقظت مندهشة، ودبت الحياة في أنحاء القصر من جديد، ففرح الملك والملكة بعودة الحياة كسابق عهدها، فشكرا الأمير الشجاع، وأقاما في هذه الليلة حفلاً عظيماً احتفالاً باستيقاظ الأميرة وعقد قرانها على الأمير الشجاع.

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!